الدوري الإسباني أو لا ليغا (بالإسبانية: La Liga) أو لا ليغا إي إيه سبورتس لأسباب الرعاية،[1] هي بطولة رسمية تأسست عام 1929، وهو دوري الدرجة الأولى لبطولة الدوري الإسباني، وتتنافس فيه الأندية الإسبانية لكرة القدم من أجل الفوز بلقب الدوري الذي يعتبر من دوريات النخبة على مستوى العالم وتخوض جميع الأندية 38 مباراة.
السنوات الأولى ورغم فوز برشلونة باللقب الأول في تاريخ الليغا كان النادي الباسكي أتلتيك بيلباو النادي الأكثر قوةً وجبروتاً بين الجميع. مع المدرب فريد بينتلاند كان أتلتيك بيلباو لا يٌنافَسْ فحقق في عامي 1930 و1931 ثنائية الدوري والكأس. وحقق الكأس أربع مرات متتالية بين 1930 و 1933 وكانوا الوصفاء في عامي 1932 و 1933. ولم يكن سوى ذلك الفريق الباسكي الذي ألحق ببرشلونة الهزيمة الأسوأ في تاريخ النادي بـ 12 – 1. الفريق المتعصب لأبناء جنسه والذي رفض استقطاب أي لاعبين أجانب استفاد من قرار الاتحاد بتحديد عدد اللاعبين الأجانب بثلاثة لاعبين للسيطرة في تلك الحقبة الزمنية، مع العلم بأنه لم تقام سوى سبع بطولات في حقبة الثلاثينات من عام 1930 حتى عام 1936 بسبب الحرب الأهلية الإسبانية.
الأربعينات
عندما استأنف الدوري الممتاز بعد الحرب الأهلية سطع نجم كل من أتلتيكو مدريدوفالنسيا والنادي الاندلسي إشبيلية في سماء الدوري. بينما خسرت أندية أخرى لاعبيهم بسبب نفيهم أو إعدامهم أو كونهم ضحايا حرب فريق أتلتيكو مدريد الذي أصبح يعرف بعد الحرب باسم اتلتيكو أفياسيون بسبب اندماجه مع فريق أفياسيون ناسوينال دي سرقسطة ليصبح اسم الفريق أتليتكو أفياسيون دي مدريد قوى الاندماج فريق الأتلتي ومدربه الأسطورة ريكاردو زامورا ومنحهم أفضلية على بقية الأندية وحصد في عام 1940 أول لقب ثم حقق الثاني بعده مباشرةً في 1941، بعد هذين العامين الفريق الشاب في فالنسيا الذي سبق الحرب نضج أكثر فأكثر بعدها وحقق اللقب ثلاث مرات في أعوام 1942، 1944 و1947. تلك الفترة لم يظهر فريق بعينه ليكون سيد الليغا فتقاسم في عقد من الزمن أربعة أندية بطولة الدوري.
هيمنة ريال مدريد وبرشلونة
رغم أن أتلتيكو مدريد كانوا الأبطال في عامي 1950 و1951 تحت قيادة المحنك هيلينيو هيريرا، حقبة الخمسينات كانت بذرة ما نراه الآن في عصرنا الحاضر سيطرة الريالوبرشلونة. في فترة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات كانت هناك قيود تفرض على اللاعبين الأجانب. النوادي لم يسمح لها أن تسجل أكثر من ثلاث لاعبين أجانب في الفريق، ولكن ما فعله برشلونةوالريال هو التحايل على هذه القوانين بتوطين كل من دي ستيفانووبوشكاشوكوبالا ليُمنحوا الجنسية الإسبانية. بالهام من المذهل المجري كوبالا النادي الكتالوني فاز بلقبي عام 1952 و1953. دي ستيفانو، بوشكاشوفرانشيسكو خينتو شكلوا نواة فريق ريال مدريد الذي واصل ليهمين على بقية العقد في الدوري. مدريد فاز ببطولة دوري الدرجة الأولى لأول مرة في 1954 (أول بطولة دوري ممتاز كانت في عام 1932) ثم للمرة الثانية للعام الثاني على التوالي في 1955 واتبعوها بعامي 1957 و1958 ليحصد أربعة ألقاب في تلك الحقبة. ثم عاد برشلونة في عامي 1959 و1960 مع مدرب أتلتيكو مدريد الأسبق هيلينيو هيريرا ولاعبهم الجديد لويس سواريز الذي حصل على الكرة الذهبية في نفس العام.
الستينات والسبعينات والحقبة المدريدية
عقد الستين والسبعين كانت سنوات المجد الخالد للنادي الأبيض، بـ 14 بطولة من أصل 20 لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت الريال. هذه الحقبة الذهبية التي صنعت تاريخ البيت الملكي شهدت خمس ألقاب متتالية من 1961 حتى 1965 ومرتين ثلاثة ألقاب متتالية بين أعوام 1967 – 1969 و 1978 – 1980 في هذه الحقبة وحده نادي أتلتيكو مدريد كان الخصم الحقيقي للريال بحصدهم أربعة ألقاب في 1966، 1970، 1973 و 1977. ومن بين الأندية الأخرى وهم فالنسيا في 1971 و برشلونة الملهم بالهولندي يوهان كرويف في عام 1974 كسروا هيمنة ريال مدريد المتواصلة.
تلك السنوات الخالدة لريال مدريد كان بطلها أكثر الأشخاص تأثيراً واحتراماً في النادي والمسؤول الأول عن تحويل ريال مدريد من النادي الثاني بعد أتلتيكو مدريد في مدريد إلى أنجح نادي أسباني وأوروبي الشخص الذي رحل ليُسمى ملعب النادي باسمه الرئيس سانتياغو بيرنابيو.
الثمانينات
الهيمنة المدريدية انتهت في 1981 عندما فاز النادي الباسكي الأصل ريال سوسيداد بأول لقب في تاريخ النادي ثم تبعه بالثاني في عام 1982 ثم في عام 1983 و1984 نجح النادي الباسكي الآخر أتلتيك بيلباو في حصد اللقبين وفي عام 1985 نجح برشلونة في حصد اللقب قبل أن يعود ريال مدريد ليكرر خماسية جديدة من 1986 حتى 1990 بفريق يقوده ليو بينهاكر، هوغو سانشيزوإيميليو بوتراغينيو.
التسعينات .. كرويف وفريق الأحلام
هذه الفترة شهدت بداية عهد جديد لبرشلونة فيه يعود يوهان كرويف على رأس القيادة الفنية للفريق ليشكل الأسطورة التي عرفت لاحقاً بـ فريق الأحلام. الذي كان أبطاله بيب غوارديولا، خوسيه ماري باكيرو، رونالد كومان، مايكل لاودروب، روماريووخريستو ستويتشكوف. فريق الأحلام فاز بالبطولة أربع مرات بين أعوام 1991 و1994 وفاز بدوري الأبطال في 1992. ثم بعد مشكلة مع كرويف إنتقل لاودروب إلى الخصم اللدود ريال مدريد لينجح في مساعدة الفريق بإنهاء سيطرة البلوغرانا في 1995. أتلتيكو مدريد فاز بلقبه التاسع في 1996 قبل أن يزيد الريال عدد كؤوسه في 1997. بعد فترة النجاح الهولندية أتى هولندي آخر، لويس فان خال إلى الكامب نو وأحضر المواهب الشابة التي نضجت لتصبح من أفضل لاعبي الكرة في زمنهم وهم لويس فيغو، ريفالدوولويس إنريكي. وفاز بذلك برشلونة مرتين باللقب في 1998 و 1999.
الألفية الجديدة
قبل ومع دخول الألفية الجديدة، الريال وبرشلونة شهد منافسة شرسة من خصم جديد وهو نادي ديبورتيفو لاكورونيا الذي أنهى موسمه ضمن الفرق الثلاثة الأولى في عشر مواسم بين عامي 1993 حتى 2004 رقم أفضل من كل من نادي ريال مدريدونادي برشلونة وفي عام 2000 نجحوا في حصد اللقب ليُصبح النادي التاسع في تاريخ الكرة الإسبانية الذي يتوج بطلاً للدوري. ريال مدريد فاز بلقبي دوري آُخر في 2001 و 2003 وفازوا بالثالث والرابع في الألفية الجديدة في عامي 2007 و 2008 بعد جفاف ثلاث سنوات، الفريق الخصم لم يكن سوى فالنسيا على المستوى الأوربي والمحلي تحت قيادة هيكتور كوبر، فالنسيا انهى موسم 2000 و2001 كوصيف في دوري الأبطال ثم خليفته رافاييل بينتيز بنى على هذا الأساس الصلب وتوج بطلاً للدوري في 2002 وثنائية الدوري وكأس الاتحاد الأوربي في 2004. موسم 2004 – 2005 شهد عودة برشلونة عبر نجمهم الأول البرازيلي رونالدينيو وفازوا بتلك السنة بلقبهم الأول في القرن الجديد ثم ثنائية دوري الأبطال والدوري الإسباني في عام 2006 ليأتي بعد ذلك ريال مدريد وبموسمين مُتتالين يفوز فيهما بلقب الدوري أما عام 2009 فكان فريداً من نوعه وكان بداية مرحلة جديدة لبرشلونة خصوصاً عندما فاز برشلونة بسداسية كاملة من الألقاب بقيادة المدرب الجديد آنذاك بيب غوارديولا.
2010–الآن
بدأ العقد بلقبين مُتتالين لبرشلونة، تلاهما لقب لريال مدريد بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو الذي استطاع تحطيم بلقب يُعتبر الأفضل على الإطلاق في تاريخ البطولة بأرقام فريدة حقق خلالها أعلى عدد من النقاط بـ 100 نقطة كما حطم الرقم القياسي بعدد الأهداف في بطولة الدوري لموسم واحد برصيد 121 هدف ونجح في الفوز في أصعب الملاعب مثل الكامب نو، الميستايا، رامون سانشيز بيزخوان، السان ماميس، الفيسنتي كالديرون وغيرها، في الموسم الذي يليه استطاع برشلونة بقيادة المدرب الراحل تيتو فيلانوفا من تكرار رقم مورينهو والفوز بالدوري بـ 100 نقطة ليفوز بلقبه الثاني والعشرين في تاريخ النادي، في سنة 2014 استطاع نادي أتلتيكو مدريد من كسر هيمنة برشلونةوريال مدريد على اللقب لمدة عشر سنوات بعدما استطاع تحقيق اللقب العاشر له في تاريخه في آخر جولة من الليغا ضد الوصيف نادي برشلونة، بعدها عاد برشلونة مرة أخرى ليحرز اللقب في موسميين متتاليين بفضل التعاقدات التي أجراها النادي في فترة استئناف عقوبة منع التعاقدات حينما تعاقد مع الأورغوياني لويس سواريز من ليفربولوإيفان راكيتيتش من إشبيليةوتير شتيغن من غلادباخ والمدرب الجديد لويس إنريكي، شكلت هذه التعاقدات عودة الفريق للفوز المستمر والتتويج بالألقاب حيث توج باللقب وتوج بالثلاثية للمرة الثانية في تاريخ النادي وفي الموسم الذي يليه كان تألق برشلونة مبكراً مما جعل الفريق مرهقاً في أسابيع الحسم حيث كان برشلونة متصدراً بفارق 12 نقطة حتى شهر إبريل ثم بعد ذلك تراجع أداء الفريق فخسر الكلاسيكو في الكامب نو ومن ريال سوسيداد ومن فالنسيا وأصبح الفارق عن الوصيف نقطة واحدة فقط، لكن لحسن الحظ عاد الفريق بعدما أحس أن خسارة اللقب باتت وشيكة لينهض الفريق مرة أخرى ويفوز بخمسة مباريات متتالية ويتوج باللقب في غرناطة ليحرز برشلونة اللقب 24 في تاريخه وأيضاً اللقب السادس في آخر ثمان مواسم. ويليه ريال مدريد بلقبه 33 في تاريخه بعد فوزه على ملقا 2–0 بعد غياب أربعة مواسم عن اللقب. عاد برشلونة من جديد ليحرز لقبه 25 في الليغا بعد انتدابات عديدة قام بها داخل النادي أبرزها البرازيليان باولينيو الذي لعب لموسم واحد وكوتينيو من نادي ليفربول. موسم 2019–20 شهد عودة زيدان إلى ريال مدريد وأستطاع تحقيق الليغا 34 للملكي