سلا (بالأمازيغية: ⵙⵍⴰ) هي مدينة مغربية عريقة وعاصمة عمالة سلا الواقعة بغربيّ البلاد. تقع المدينة على الضفة الشمالية لنهر أبي رقراق، على اليمين من مصبه في المحيط الأطلسي، بالقرب من العاصمة المغربية الرباط. وتنطق بتسكين السين وفتح اللام.
تعد مدينة سلا طيلة التاريخ الإسلامي نقطة عبور مهمة بين مدن وعواصم إسلامية حكمت المغرب، مثل فاسومراكش. وبفضل وجود ميناء على سواحل المدينة الذي غدا مركزا للتبادل التجاري بين المغربوأوروبا وأدى بدوره إلى استقرار واستمرار النشاط التجاري والصناعي إلى حدود القرن التاسع عشر الميلادي.
خلال العهد السعدي (القرن السابع عشر الميلادي) تلاحقت هجرة الأندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية وأسسوا كيانا مستقلا عن السلطة المركزية بسلا عرف باسم جمهورية أبي رقراق، وكثفوا نشاطهم البحري الشيء الذي أعطى نفسا جديدا للمدينة أهلها لمنافسة جارتها مدينة الرباط اقتصاديا، وتعد هذه الفترة من تاريخ مدينة سلا فترة الأوج والازدهار. في غضون القرن التاسع عشر الميلادي تضررت أمور المدينة إذ عرفت نوعا من الركود والانعزال بسبب تراجع نشاطها التجاري فأبدت اهتمامها بالجوانب الدينية والثقافية حتى فترة الحماية الفرنسية، أصبح معه مصير المدينة ونظامها مرتبطين بالأحداث التاريخية التي مضت.
التسمية
يقول العلامة محمد بن علي الدكالي في كتابه « الإتحاف الوجيز: تاريخ العدوتين » إن سلا قد عرفت بهذا الاسم منذ عصور. وذكر المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في « الاستقصا » أن اسم المدينة مذكور في تواريخ الروم بهذا الاسم. وكتبت في بعض كتب التاريخ العربي هكذا: سلى.[8]
ونقل العلامة أبو العباس بن عاشر الحافي عن شيخه أحمد التستاوتي ما يفيد أنها سميت باسم بانيها وهو ملك اسمه (سلا) من ملوك العالم الأقدمين.[9][10]
أما أبو عبيد البكري في كتابه « المسالك والممالك » عند تعرضه لذكر وادي سلا، حيث يقول: وهناك مدينة أولية آثارها قديمة تسمى: شلة. وقال في حقها صاحب كتاب (الاستبصار) « مدينة سلا اسمها بالعجمي (شلة) وهي مدينة أزلية فيها آثار للأوائل، وهي معروفة بضفة، متصلة بالعمارة التي أحدثها الخليفة أمير المؤمنين وآباؤه المكرمون (يعني الموحدين) ».
عرفت مدينة سلا أولا كقرية أمازيغية صغيرة يرجع بنائها إلى حوالي 1500 ق.م [12]، وكانت مأهولة بشعب الجيتول قبل أن يصل الفينيقيون إليها في القرن السادس قبل الميلاد كتجار ليجعلوها مركزا تجاريا لهم وينشأوا بها متجرا ضخما عرف في عهدهم باسم سيلفس (silves).[12]
بلغت شالة أوج عظمتها في أوائل القرن الثالث الميلادي، إذ كانت المرسى الوحيدة للمراكب الشراعية الرومانية التي تمد الرومان بسائر محصولاتها الزراعية وتستجلب منها أنواع المتاع وضروب المصنوعات الرومانية.
في سنة 1073م أرسل يوسف ابن تاشفين قائده الكبير أبو محمد مزدلى بن سلكان في جيش كبير لمدينة سلا فقام بفتحها وضمها لدولة المرابطين. لقد عرفت المدينة بقسميها خرابا كبيرا بعد هذا الصراع الكبير بين الدول والإمارات لضم المدينة فقلت مكانتها في عهد المرابطين.[20]
كان فتحها على يد رجل يسمى يبورك وابنيه محمد وعلي، وذلك أنهم أرسلوا إلى الموحدين فوصلوهم ليلاً وصنعوا السلاليم فصعدوا بها على السور، وقتلوا كل من وجدوه على السور، ودخلوا سلا، ووجدوا فيها أناساً، وهرب آخرون في حلق الوادي فرجع عليهم فغرقوا، فعيَّد فيها عبد المومن عيد الأضحى، وولى عليها عبد الواحد الشرقي، وأقامت سلا على طاعة الموحدين إلى أن ظهر الماسي المعروف بابن هود ببلاد السوس فقتل أهل سلا عاملهم وقدموا والده هوداً فبقي بها إلى أن قتل ابنه، ودخلت البلاد، وعادت إلى طاعة الموحدين إلى انقضاء دولتهم
— (البيان المغرب – 3/20)
فـأمر الخليفة عبد المؤمن بن علي مباشرة بهدم السور الجنوبي للمدينة حتى تسهل مراقبتها[18] ، تم وطن بها عددا من العائلات الأمازيغية القادمة من أفريقية (تونس حاليا) فأنشؤوا بها البساتين وعلموا أهلها طرق الري والغرس فعادت المدينة إلى ما كانت عليه من مكانة.[21]
اهتم الخليفة عبد المومن بالبحرية، لما لهذا الجانب من أهمية في الإستراتيجية الحربية، فعني بإنشاء الأساطيل حتى بلغ عددها أربعمائة قطعة، ويقرر ابن خلدون بأن أساطيل المسلمين وصلت في عهد هذا الأمير إلى ما لم تصل إليه من قبل ولا من بعد من ناحية العدد، ولا من ناحية جودة الصناعة وإتقان الحيل الهندسية والعلم بشؤون البحر.
وفي هذا العهد كانت المدن الواقعة على البحر في المغربوالأندلسوالشمال الإفريقي تعج بالحركة والنشاط وكمثال على ذلك ما أورده المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في الاستقصا، ويخص ترسانة مدينة سلا، وهي دار الصناعة التي كانت تصنع بها الأساطيل البحرية، يجلب إليها العود من غابة المعمورة القريبة منها، فتصنع هناك ثم ترسل في الوادي، وكان ذلك من الأمر المهم في دولة الموحدين.
خلف بنو مرينالموحدين في الربوع الإفريقية، وخضعت العدوتان (سلا والرباط) لأبي يحيى بن عبد الحق المريني منذ 647 هـ (1250 م)، ولكن حظ سلا فكان أحسن حيث أقبل المرينيون على توسيعها وتجميلها حتى صارت شيئا فشيئا مركزاً نشيطاً للتجارة والأعمال. ويشير مارمول في هذا الصدد:
أن مدينة سلا منذ القرن الثالث عشر كانت الميناء الأكثر غنىً ويسراً لمملكة فاس. فتجار مدن: بِيزَا وجِنْوة والبندقية كانوا يشترون من مدينة سلا الصوف والجلود والثياب والزرابي والعاج والشمع وعسل مكناس وبالمقابل يبيعون القماش والأشياء المصنوعة
— X
ولم يخل هذا الازدهار من إثارة الأطماع نحو المدينة فقد تنازع الاستيلاء عليها المرينيونوالمسيحيون. ففي سنة 659 هـ (1260 م) بعث ملك قشتالة ألفونسو الحكيم سرية استولت على مدينة سلا في بحبوحة عيد الفطر فقتلت الرجال وسبت النساء والأطفال. فكانت أول مدينة مغربية تتعرض لهجوم الأوربيين، وهب السلطان أبو يوسف من تازة لفك الحصار الذي استمر أربعة عشر يوما تحصن خلالها والي العدوتين يعقوب بن عبد الله في (رباط الفتح) فجلا الإسبان بعد أن نقلوا معهم أسراهم من السلاويين.[22][23][24]
استولى السلطان أبو يوسف على المدينة فقام بسد الثغرة المفتوحة في السور الغربي والتي سمحت بالدخول إلى ساحة المدينة، وبنى بعد ذلك ورشة سفن حربية وكان مدخلها هو الباب الأثري المفتوح في الواجهة الشرقية للمدينة المسمى باب لمريسة والذي يعرف اليوم بباب الملاح.[25]
وفي سنة 1279 م، أعطى أبو يعقوب بن أبي يوسف أوامره بقصد الإغارة على الجزيرة الخضراء، بتجهيز سفن سلا والمدن الشاطئية الأخرى وجمعها في سبتةوطنجة وسلا، وأنه في سنة 1285 م كانت مساهمة سلا وحدها في الأسطول تتمثل في ست وثلاثين سفينة حربية تحت أوامر أبي يعقوب.
عاش الشاعر الأندلسي لسان الدين بن الخطيب في عهد أبو الحسن علي بن عثمان خلال منفاه بين 1360 م و1363 م، بمدينة سلا وسكن درب الشماخ بالمدينة القديمة،[بحاجة لمصدر] وذكرها في مقامة البلدان:[26]«وهي ـ على الجملة ـ من غيرها أوفق، ومغارمها ـ لا حترام الملوك الكرام ـ أرفق، ويتأتي بها ـ للعباد ـ الخلوة، وتوجد عندها ـ للهموم ـ السلوة».
و لما قدم على هذه العدوة من بلاد الأندلس مع سلطانه معزولين وطاف بلاد المغرب ورأى مدنه وأمصاره لم يقع اختياره في السكنى إلا على مدينة سلا، فطلب الإذن من السلطان المريني، وقال:[26]
ثم أسعف قسدي في تهيء الخلوة بمدينة سلا منوه الصكوك مهنأ القرار، متفقدا باللها والخلع مخول العقار، موفور الحاشية مخلى للبني وبين إصلاح معادي
منذ دخلت مملكة غرناطة تحت الحكم الإسباني سنة 898 هـ (1492 م) انتهى الوجود العربي في الأندلس، وبدأت مطاردة المسلمين قتلاً وتشريداً، وتنصيراً، وكان الاضطهاد الكنسي موازياً لجميع الحملات المتربصة بهم في كل مكان، ففر من فر وهاجر من هاجر، وتقاطر الموريسكيون على الشمال الإفريقي، وخصوصاً النواحي الشمالية من المغربوتونس، وقد تعرض كثير منهم للنهب وسبي بناتهم من طرف الأعراب، قبل أن يتمكنوا من الاستقرار نهائياً بالمراكز التي اختاروها. وكان من الموريسكيين الذي استقروا بمدينة سلا من أصل « الهورناتشوس » من منطقة إكستريمادورا، وقد كون هؤلاء عشيرة ذات امتيازات خاصة بإسبانيا حيث كان لهم حق حمل السلاح باعتراف من الملك فيليب الثاني مقابل أداء ثلاثين ألف دوقة. وبما أنهم محاربون ومهرة في استعمال الأسلحة النارية، فقد حملوا معهم إلى مقامهم الجديد غريزتهم في السيطرة وحب الاستقلال، ولذلك كان عليهم أن يلعبوا الدور الرئيسي في المدينة التي تبنوها، فقاموا بترميم الأسوار وتعزيز الأبراج وفتح منافذ لبطاريات المدافع في القصبة التي نقل السلطان زيدان الناصر بن أحمد السعدي إليها مختلف أفواج الموريسكيين المنبتة في بعض أقاليم المغرب، محاولاً تقوية مركزها الاقتصادي بالتنازل لها عن رسوم (ديوانة الميناء)؛ وبدأوا يباشرون القرصنة في المحيط الأطلسي، ويقدمون عشر مواردهم إلى السلطان زيدان الناصر بن أحمد الذي اعترف لهم بهذه الطريقة، ولكن عدم مساعدتهم له عسكريا، جعلته يلجأ إلى تسليط أبي عبد الله العياشي عليهم.[28]
إن ثروات الهورناتشوس وروح المقاومة لديهم، والحماس والثبات العنيد للأندلسيين والاستعمال الحصيف للمنشقين وتشغيل الأساري المسيحيين بدون رحمة لمساعدة الأهالي المغاربة في حمل السلاح، كل ذلك سمح لهؤلاء الذي جمعهم التاريخ تحت اسم السلاويين أن ينجزوا تنظيماً حقيقيا للقرصنة ما لبثت أن كانت نتائجه مدوية. وكانت الضحايا الأولى هي السفن الإسبانية وتلتها فيما بعد السفن المسيحية والتي سارت فريسة سهلة أمام قراصنة مدينة سلا الأشداء.
وبمرور الزمن اتضح وجود انقسامات عميقة بين السكان الأصليين في سلا والموريسكيين في الرباط، وكذلك بين الموريسكيين الواقعين تحت سيطرة « الهورناتشوس » في القصبة واللاجئين الآخرين الذين كان عددهم يتزايد يوماً عن يوم، وكانوا يتحملون على مضض سيطرة واستبداد مواطنيهم، ويتألمون من جراء إبعادهم عن الحكومة وبخاصة الإحباط الذي يشعرون به من حرمانهم من الأرباح التي تجنيها المدينة من مختلف الجبايات، وقد طالبوا بإلحاح بأخذ نصيبهم في الإدارة والاستفادة من مداخيل الجمرك، لكن الهورنتسوش رفضوا طلبهم.
وفي سنة 1629، أخذت شكواهم شكل حرب أهلية انتهت بعد أن توقف القنصل الإنجليزي جون هارسون في التوسط بينهم بمساعدة رئيس جماعة دينية محلية. وقد أدت هذه الحرب إلى انخفاض في نشاط القراصنة بسلا.
وهكذا عرفت مدينة سلا أحداثا سياسية خطيرة خلال العصر السعدي الثاني، فقامت فيها إمارة المجاهد العياشي تلميذ الولي عبد الله بن حسون أحد صلحاء سلا، الذي كاد يستولي على المغرب كله، وقويت في مرافئها حركة سفن الجهاد، الأمر الذي أدى إلى قيام جمهورية بورقراق وسيطرة الدلائيين عليها جميعاً في الأخير. ويمكن أن نتصور – كما يقول العلامة محمد حجي – مدى الثراء الضخم في هذه المنطقة إذا عرفنا أن المجاهدين البحريين أو القراصنة السلويين كما يسميهم الأوربيون، غنموا في ظرف عامين فقط أربعين سفينة، واستولوا فيما بين 1618 – 1626 على ستة آلاف أسير من الإفرنج، وخمسة عشر مليون ليبرة. غير أن هذا الازدهار الاقتصادي الهائل لم يواكبه ازدهار علمي مناسب، وربما كان من أهم الأسباب تلك الاضطرابات والمشاكل الداخلية التي كان المغرب يتخبط فيها، وبخاصة احتلال الشواطئ الذي جعل السلويين ينصرفون إلى مقاومة العدو في المعمورةوالجديدة فضلاً عن العمل في الجهاد البحري. وتجدر الإشارة إلى أن المؤلفات الأجنبية قدمت معلومات أوفر عن هذه الظاهرة غير أن ذلك لم يكن إلا ارتباطاً بالتاريخ السياسي والاقتصادي للدول الأوربية في علاقتها بالمغرب على المستوى التجاري والدبلوماسي، ومن منظور يتسم بالانحياز الشديد لطروحاتها المتأثرة بالانتماء الديني والسياسي ومعلوم أن الملوك العلويين تحكموا على العموم في حركة الجهاد البحري التي عرفت تراجعاً بطيئاً معهم، وأصبحت الميزة الأساسية لمصب أبي رقراق هي سيادة الهدوء في عهد السلطان إسماعيل الذي راقب مراقبة شديدة هذه المنطقة.[29] وتتجلى مكانة سلا عند هذا الأخيـر بعد استرجاع مدينة المهدية من يـد الإسبان 1092 هـ (1681 م)، وقد شارك في هذا الفتح كثير من المجاهدين السلويين.[29]
وكان أهم شيء قام به السلطان مولاي إسماعيل في سلا هو التفاته إلى مسألة الماء الذي كان قليلاً بالمدينة أو نضب بسبب فساد أو تخريب الساقية الجارية فوق سور الأقواس، وتلاشي القنوات بالمسجد الأعظم لطول الزمن، فعمل على إصلاح ذلك، وأمر بتحبيس دخل حوت الشابل – المصطاد في نهر أبي رقراق – على إنجاز هذا المشروع الذي تم يوم الاثنين 16 ذي الحجة 1123 هـ (25 يناير 1712 م). وبذلك وصل الماء الجاري إلى سلا وجرى بخصة الجامع الأعظم في هذا اليوم أعقبته مشاريع عمرانية أخرى سيكون لها تأثير على المجتمع السلاوي. وقد أمر هذا السلطان ببناء مسجد يعتبر من أهم مساجد المدينة وهو المعروف بمسجد سيدي أحمد حجي، يوجد بالسوق الكبير.[28][30] وبعد وفاة هذا السلطان تغيرت الأمور بحيث لم تسلم المدينة – كسائر مناطق المغرب – من الهزات السياسية العنيفة التي عرفتها البلاد. ذلك أن عبيد قصبة أكنَأوَة ساموا أهل سلا بالذل والهوان، مما أدى إلى انتشار الفتن. وقد تمكن قائد سلا الجديد عبد الحق فنيش من طرد هؤلاء العبيد من القصبة المذكورة، ولكنه استبد بالأمر حيث عرف بلغظته وقساوته. ومما زاد من تفاقم الأوضاع أنه استقبل المستضيئ بن إسماعيل بمدينة سلا في رجب 1156 هـ وبايعه ضداً على أخيه عبد الله، وانعكست هذه الأوضاع سلبا على النشاط التجاري بالمدينة، كما تعطلت حركة الأسطول للقرصنة السلوية مدة طويلة إلى أن اجتمعت الكلمة على السلطان محمد بن عبد الله عام 1171 هـ (1757 م) الذي وضع الأسس لبناء أسطول وطني قوي، وكان للمغرب في عهده – حسب المؤرخ الناصري – خمسون سفينة بقيادة ستين رئيساً أو ضابطاً يشرفون على خمسة آلاف بحار وألفين من الرماة.
في 15 أبريل 1757 م، دمّر زلزال مدمر عدة بنايات بمدينة سلا. ثم في 12 أبريل 1773، دمّر زلزال عنيف مدينة طنجة تدميرا شبه كلي فيما انهارت عدة منازل بفاس فيما شعر سكان سلا بالهزة.
لوحة جورج براون وفرانز هوغنبرغ تمثل أسوار مدينتي سلا والرباط في 1572
سالي، خارطة ريتشارد سيمسون تمثل مدينة القراصنة في 1637[31]
رسم لميناء سلا في 1670 من طرف جون أوغيلبي (1600-1676)
وفي سنة 1851 م تعرضت مدينة سلا للقصف الفرنسي. قال جاك كايي في كتابه المعنون شارل ياجرسميد، القائم بأشغال فرنسا بالمغرب (1820-1894):
في يوم الثلاثاء فاتح أبريـل 1851 م وصل مركب صغير إلى مصب أبي رقراق محملاً ببضائع مختلفة منها القمح، وكان قائدها هو القبطان (جوف) غير أنه حرن أمام ساحل سلا الحالي، فجرت للحين محاولة لإنقاذه بتخفيف حمولته، فأرسل البعض إلى الرباط حيث بيع وأنزل طرف آخر بشط النهر، بينما بقيت كمية أخرى بقعر المركب لم يتيسر – لسقوط الظلام – تفريغها. وفي الليل جاء الوكيل الفرنسي الرباط (دوزان) وعد ما تبقى منها فكان 57 عدلاً من القمح.
وفي صباح يوم 2 أبريل، كانت مئات السكان بالمدينة وأحوازها، مجتمعة على الضفة اليمنى منتظرة الجزر لنهب الأكياس، وهو ما فعلوه قهراً مع الحراس القليلين، ولما سمع بذلك عامل سلا محمد زنيبر جاء على رأس مائتين من المخازنية، وشاهد ذلك، وقدرت الخسارة من الجانب الفرنسي بـ 11391 فرنكاً ذهبياً
— X
.
لقد طالب الجانب الفرنسي بتعويض عن تلك البضاعة المنهوبة، وجرت مفاوضات بين ممثل فرنسا ومحمد الخطيب نائب السلطان بطنجة لم تسفر عن أية نتيجة! وبعد بضعة أشهر ارتأت فرنسا اللجوء إلى الانتقام بالقوة، من أهل سلا.
وفي 16 نونبر 1851 م عيٌن وزير البحرية الفرنسية قائداً للحماية هو الكونطراميرال دوبورديو وجعل تحت تصرفه أسطولا يتألف من خمسة قطع. وفي الساعة العاشرة من يوم 25 نونبر بدأ القصف! الذي ألحق أضراراً فادحة بأسوار المدينة، ومسجدها الأعظم وبمنارته الذي أصيب بست قذائف، كما هدمت بعض المنازل، واشتعلت النيران في الأخرى. ونتج عن ذلك قطع العلاقات بين المغربوفرنسا لعدة شهور.[31]
أمام هذه الغطرسة الاستعمارية تحرك شباب الحركة الوطنية في موجة احتجاجية سُميت بحركة « اللطيف » [معلومة 1]، وسميت بهذا الاسم لأنها اعتمدت في أساسها على اتخاذ المساجد كمنفذ أساسي لتوعية المغاربة بخطورة السياسة الفرنسية الرامية إلى إحداث التفرقة بين العربوالبربر، وطُلب من المصلين ترديد هذا الدعاء: «اللهم نسألك اللطف فيما جرت به المقادير ولا تفرق بيننا وبين إخواننا البرابرة» ثم سرعان ما امتد إلى فاس وغيره من مساجد المملكة، ليصبح حركة ستتجاوز الحدود الجغرافية الوطنية بفعل الدور الذي قام به شكيب أرسلان في الدعاية للظهير في المشرق العربي وبعض البلدان الأوربية.[32]
وفي سنة 1934 م، سجن أحمد معنينو رفقة صديقه محمد حصار لمدة شهرين بسبب إقفال 20 خمارة بسلا ضمن مظاهرة شعبية كبيرة.
في نفس سنة تقدم عشرة من الوطنيين المغاربة من بينهم علال الفاسي والهاشمي الفلالي والمكي الناصري - وكان منهم أبو بكر القادري وهو إذ ذاك أصغرهم سنا (20 عامًا) - بمذكرة تضم مطالب الشعب المغربي في ميدان الحريات العامة كحرية الصحافة وإصلاح العدالة والقضاء على الفساد، لكن السلطات الفرنسية ماطلت وسوَّفت إلى أن أعلنت رفضها بشكل قاطع سنة 1936 م، وعقدت المجموعة مؤتمرا مصغّرا لصياغة مطالب مستعجلة للشعب المغربي في نفس الوقت الذي تقود فيه مجموعة من المظاهرات.
ثم في سنة 1936 م، سجن أحمد معنينو ستة أشهر مرة أخرى بسبب ترؤسه لمظاهرة للمطالبة بالحرية والصحافة، لذلك يعتبر أول صحفي مغربي يتلقى حكما لمشاركته في المظاهرة الداعية إلى حرية الصحافة.
في 29 يناير1944 شنت السلطات الفرنسية حملة اعتقالات في صفوف أعضاء حزب الاستقلال وقادته، فعمت البلاد موجة من الإضرابات والمواجهات سقط فيها العديد من القتلى، خاصة في فاسوالرباط وسلا، كما قدم عدد من المعتقلين إلى محكمة عسكرية بتهمة المساس بالأمن العام ونفذ حكم الإعدام فيهم. ونفى الاحتلال الفرنسي عدداً من قيادات الحزب، منهم علال الفاسي الذي أبعد إلى الغابون مدة تسع سنوات، وأحمد بلافريج الذي نفي إلى كورسيكا.[33]
تنقسم مدينة سلا، الذي تم زيادة منطقة خلال النصف الثاني من القرن العشرين إلى خمس مناطق البلدية حاليا : باب لمريسة، بطانة، حصين، لعيايدة وتابريكت.
تابريكت هي المقاطعة الأكثر سكانا بينما بطانة هي الأقل سكانا. عن طريق حساب الفرق لسكان هذه المنطقتين بين عامي 1994و2004 نرى أن تابريكت وبطانة لهم فرق ب 100٬000 نسمة. في عام 1994، كانت بطانة الدائرة الثالثة الأكثر سكانا، ولكن سكانها قد زاد قليلا في عشر سنوات، منذ تعداد عام 2004، هي الأقل من حيث عدد السكان البلدة.
المقاطعة الأكثر تقدما ديموغرافيا هي حصين، بين عامي 1994و2004، تضاعف عدد السكان مرتين تقريبا من 74٬930 نسمة إلى 163٬672 نسمة. سكان أحياء باب لمريسة ولعيايدة وقد زادت كذلك من 114٬120 إلى 140٬383 لباب لمريسة ومن 83٬777 إلى 118٬233 للعيايدة.[34]
تعتبر مدينة سلا أختا منافسة للرباط، وتتميز بثقافة وهوية خاصة بها، كما أنها أقدم بكثير من الرباط (التي تأسست فقط في 1150 م، بينما سلا يعود تاريخها إلى العصر الروماني).يفصل نهر أبي رقراق مدينة سلا عن العاصمة الرباط. وتتألف مدينة سلا من عدة مناطق والتي هي أقدم المدينة العتيقة، الملاح (حي يهودي) والحي الفرنسي القديم المسمى بالرمل، والذي يتضمن كنيسة قديمة.
يوجد أيضا بالمدينة القديمة حي القساطلة وهو تشويه لكلمة قشتالة. هذا « الحي القشتالي » استقر به العديد من الأسر ذات الأصول الأندلسية منذ عهد المرينيين، مثل بن سعيد، سمار، زنيبر، فنيش...
الملاح هو الحي اليهودي القديم استقر فيه جالية كبيرة من اليهود قبل سقوط غرناطة.
مدينة سلا هي عاصمة العمالة التي تحمل نفس الاسم، والذي توجد بها بلديتين حضريتين هما (سلا وسيدي بوالقنادل) واثنتين ريفيتين (عامر والسهول). وقدر إجمالي عدد سكان المحافظة في عام 2004 وفقا لآخر تعداد سكاني 823٬485 نسمة.[34]
التجمعات السكانية
تشكل سلا، مع مدن الرباط (بما في ذلك البلديات الرباط وتوارغة)، تمارةوسيدي بوالقنادل، تجمعا سكانيا، بين التعدادات لعام 1994و2004، زاد عدد سكان من 1٬340٬659 نسمة إلى 1٬622٬929 نسمة.[34]
الرباط هي العاصمة السياسية والإدارية للمغرب، عاصمة عمالة الرباط، وفقا لتعداد وطني لعام 2004، هي سادس مدينة من حيث عدد السكان في المغرب، في حين تأتي سلا في المرتبة الرابعة من حيث السكان. ولكن خلال التعداد الوطني عام 1994، كانت مدينة الرباط أكثر سكانا من سلا، مما يدل على الانفجار السكاني التي يعاني منها سلا في ضوء الاستقرار النسبي من الرباط الذي ارتفع عدد سكانها أقل من 10٬000 نسمة في عشر سنوات. في حين أنها كانت من أكثر سكانا من سلا في عام 1994 بفرق 35٬551 نسمة، في عام 2004 مدينة سلا تقدمت على الرباط من حيث عدد السكان ب 138٬706 نسمة.توارغة، « المدينة الملكية » بالرباط، وتقع في قلب العاصمة، والتي هي واحدة من أربع بلديات من المغرب ذو وضع خاص، عرفت من 1994 إلى 2004 بنسبة انخفاض غير طبيعي في عدد السكان ابتداء ب 8٬080 وانتهاء ب 6٬452 نسمة، حوالي 20٪.[34]
المناخ
مناخ مدينة سلا هو نمط مناخ البحر الأبيض المتوسط مع تأثير المحيط بسبب موقعها على ساحل المحيط الأطلسي. أراضي المدينة تنتمي إلى الاختلافات المناخية البيولوجية شبه الرطبة مع تحولات شبه قاحلة (مناخ شبه جاف) ورطبة.[35]
فهي تخضع لتأثيرات مزدوجة قارية ومحيطية، أما التساقطات فتتراوح بين 500 و600 مم/سنة.[35]
موسم الأمطار يمتد من أكتوبر إلى مارس وموسم الجفاف من أبريل إلى شتنبر. هطول الأمطار تغطي في المتوسط من 70 إلى 90 يوما في السنة. الرياح المحلية، لا سيما نسيم البحر، يخفف الحرارة المفرطة، وإضافة إلى عناصر أخرى، تضع المدينة في الاختلافات المناخية البيولوجية شبه الرطبة.[35]
تأثير الكتلة المحيطية المعتدلة يسفر عن درجة حرارة متوسطة تصل إلى 9 درجات للأشهر أكثر برودة و38 درجة مئوية بالنسبة للأشهر الأكثر دفئا. الصقيع أمر نادر الحدوث. أقل درجة حرارة وصلت من أي وقت مضى 3,2- درجة مئوية، في حين أن أعلاها هي 48 درجة مئوية.[35]
تشكل مدينة سلا مع الرباطوتمارة وتجمع سكاني من سكان 1,66 مليون نسمة (2005). النمو الهائل للسكان يرجع إلى حد كبير إلى الهجرة القروية. وفقا لتعداد العام للسكان والمساكن في عام 2004، كان عدد سكانها حوالي 800٬000. يجب إضافة كل عام 12٬000 حضري لتكون مدينة سلا، مدينة مليونيرة بحلول عام 2020.[38][39]
تسجل رسميا العائلات السلاوية القديمة منذ تاريخ ذكرهم لأول مرة في الأدب أو السجلات؛ أقدم الأسر لا تزال موجودة في سلا وسكنت المدينة بين التاسعوالقرن السابع عشر. وتفيد وثائق تاريخية وجود أكثر من مائتي أسرة أخرى بين الثامن عشر إلى القرن العشرين، على الرغم من أن بعضها ربما أكثر رسوخا في مدينة سلا، التي لا يكاد يتجاوز عدد سكانها 50٬000 نسمة فجر الاستقلال في عام 1956. ولكن، من هذا التاريخ، ضرب الانفجار السكاني لسكان المدينة بنسبة 10 في مساحة 40 عاما، وذلك بسبب جاذبيتها: ماضيها المجيد، سمعتها كمدينة للمقاومة الرئيسية (مكافحة المستوطنون الفرنسيون في بداية 1930)، وعلى وجه الخصوص. قربها من العاصمة الرباط.[28]
أسواق مدينة سلا تتمتع بشعبية جيدة بفضل حرفها وثقافتها منظمة على شكل تجمع لحي لكل حرفة. نجد : القيسارية (لبيع الأقمشة والمجوهرات)، الخَّرازين (الإسكافيون)، الشراطين (بائعوا خيوط الصوف)، الحجامين (الحلاقون)، النجارين (صناع فن النجارة)، العطارين (بائعوا الثوابل) وغيرها، إضافة إلى سوق الكبير وسوق الغزل الشهيرين.[31][41]
إلى ساحة « السوق الكبير » كان يأتي القرويون من القرى والمداشر التي تحيط بمدينة سلا يحملون سلعهم لبيعها لسكان المدينة العتيقة. في تلك السنوات من القرن الماضي، كان معظم سكان المدينة يسكنون في سلا العتيقة. لكن الأحوال انقلبت، إذ أصبح معظم سكان العتيقة من المهاجرين الذين وفدوا من القرى والبلدات المجاورة، وتشتت سكان المدينة الأصليون بين بعض الأحياء، مثل «بطانة» و«تابريكت» و«حي السلام».
كان القرويون الذين يأتون من أمكنة بعيدة يمضون ليلتهم في «الفندق»، وهو اسم يعني في العامية المغربية المكان الذي يمكن أن تمضي فيه الليل أنت ودابتك، سواء كان بغلا أو حمارا، لقاء بعض الدريهمات.
« سوق الغزل » يشكل معلمة تاريخية منذ أزيد من نصف قرن، يتكون من التجار المختصين في بيع الملابس الجاهزة، والأواني المنزلية الفضية والنحاسية، إلى جانب بعض الأشياء المستعملة والتحف النادرة من بعض المصنوعات التقليدية الإبداعية المهددة بالانقراض، إلى غيرها من ضروريات العيش وكمالياته، يحكي العديد من شيوخ المنطقة الطاعنين في السن، أن البقعة الأرضية التي يقام عليها السوق، كانت في الأصل من ضمن ممتلكات عقارية لسيدة تدعى « الصبيحية »، في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، وهي التي وهبتها لعدد من الباعة والتجار على سبيل التبرع من أجل استغلالها، حيث كانت في البداية على شكل مايعرف في الذاكرة السلاوية القديمة بـ «سوق الدلالة»، الغنية عن التعريف، لا في باقي المدن المغربية.[42][43]
المنازل
إنَّ المتأمل في الهندسة المعمارية للمنازل في المدينة العتيقة يستطيع أي يتلمس بوضوح التنوع الحضاري والعرقي لسكانها الذين عاشوا فيها على امتداد قرون من الزمن. ويهيمن النمط العربي الإسلامي بأسواره وشرفاته العالية الحديدية المعقدة الصنع، وبالأبواب الخشبية المدرعة والتي يتفنن السكان في زخرفتها بالمسامير والأقواس والحلق، إذ كانت تمثل المؤشر الوحيد لترف العائلة في مجتمع محافظ وبنيان ملتصق. وفي هذا البنيان نجد أيضاً النمط الغربي للأجانب من مسيحيينويهودواليهود العرب. الذين عاشوا جميعاً جنباً إلى جنب في مجتمع وحيد منسجم وفي كنف الاحترام والتسامح لعدة قرون قبل أن يغادروا أواسط القرن العشرين.
الأسوار والأبواب
على غرار باقي المدن المغربية العتيقة حصنت المدينة بسور منيع يصل طوله إلى أربعة كيلومترات وخمسمائة متر(4، 5 كلم) ممدودة على مساحة تقدر ب 90 هكتار. تعتبر أسوار مدينة سلا المقابلة للأخرى بمدينة الرباط إحدى الحصون الدفاعية الأولى للمدينة، بنيت عبر حقب تاريخية مختلفة، دعمت بأبراج عظيمة لحماية المدينة من غارات الأساطيل الأجنبية.[44]
أبواب
عندما ستصل إلى مدينة سلا ستجد في استقبالك السور التاريخي الذي يحيط بالمدينة بأكملها، هذا السور الذي تخترقه عدة أبواب لكل باب منها تسميته وكانت تقفل عند اقتراب أذان للعصر حماية للمدينة.[44]
بِمُجرَّد دُخُولك لمدينة سلا ننصحك بزيارة باب المريسى وهُو أكبر باب تاريخي بالمغرب بني في مدينة سلا من طرف السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق حيث أنه شارك مشاركة فعلية في أعمال البناء، بين سنوات 658و668 هجري (1270و1280 ميلادي)، المعمارون أو معلمو البناء أوالحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه: حسب رواية الناصري، فإن المعماري الذي أشرف على المشروع يدعى محمد بن علي، وأصله من إشبيلية، الميناء المحمي، الذي يمكن استخدامه كدار للصناعة (صناعة السفن)، والذي يوصل المدينة بوادي أبي رقراق. ويُقدم واجهة حجرية تزينها زخرفة جميلة منحوتة بنقائش كتابية وتشبيكات زهرية. يحصن برجان مستطيلان، يبلغ بروزهما 2.20 متر وعرضهما 3.50 أمتار، قوسا كبيرا على شكل حدوة حصان منكسر، تصل فتحته إلى حوالي 9 أمتار وترتفع قمته، رغم تعلية الأرضية وتراكم الرمل بالحوض والقناة وتغطيتهما، إلى 9.60 أمتار.[45]
بناه السلطان أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني سنة 658 هـ (1261 م) بإشراف المهندس الأندلسي محمد بن الحاج الإشبيلي. ويُعرف بباب الفران وفيه ترسانة ومصنع أسلحة القراصنة..[45]
معروف بسور الأقواس، تم تشييده في العصر الموحدي (1130-1269) وجدده السلطان أبو الحسن المريني سنة 1333 م، وهو عبارة عن قناة مائية محمولة على سور طوله 14 كلم.
دار البارود
شُيِّدت بأمر من السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام سنة 1846 من أجل تخزين البارود والسِّلاح المُعَدّْ للجهاد، كما استعملت كمنزل لعديد من البشاوات.
يظل جامع المسجد الأعظم بسلا وما يعرف لدى الساكنة السلاوية بالجامع الكبير ويُعتبر ضمن المآثر الروحية والعلمية التي تميز المدينة، ويعتبر من أعظم المساجد في العالم الإسلامي، جرى توسيعه وإعادة بنائه في عهد السلطان الموحديأبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور سنة 593 هـ (1196 م)، وكان أول من ولي الخطبة فيه على عهد مؤسسه يعقوب المنصور الفقيه أبا محمد عبد الله ابن سليمان الأنصاري قاضي مدينتي سلا ورباط الفتح.
أقيم المسجد الأعظم فوق مساحة شاسعة تزيد عن 5070 مترا مربعا، تغطي مربعا منحرف الشكل، وتضم ساحته أسوارا عالية، قاعتين للصلاة وثلاثة صحون ومجموعة من الملحقات، وجاء كباقي المساجد الموحدية ليضاهي أكبر الجوامع الإسلامية بأعمدته العالية وأقواسه المختلفة الأشكال وتصميمه المحكم.[49]
تضم سلا العتيقة اليوم عددا كبيرا من الأولياء والصلحاء تضاربت أسماء بعضهم واختلفت عند العوام؛ وتفاوتت أضرحتهم من حيث الأهمية والتنظيم، منها ما هو معروف على الصعيد الوطني كضريح الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون الذي اقترن اسمه بموكب الشموع، وضريح الولي الصالح سيدي أحمد بنعاشر، الذي اشتهر عند العوام بإبراء الزوار المصابين بالصرع والأمراض العقلية، وهناك زوايا لها أنشطة إشعاعية وموسمية خاصة في المولد النبوي الشريف، وأكثر الأضرحة في سلا عبارة عن أماكن مهجورة هي مأوى للفقراء والمساكين، وأخرى لا تعرف إلا كأسماء لدروب وأزقة.[53][54]
سوف يعرض قريبا مدافع بحرية من البرونز تعود إلى عهد جمهورية بورقراق ورواق مع العديد من نماذج السفن. ويتم تنظيم موضوع المتحف إلى ثلاث فترات: قبل إسلام المغرب إلى فترة المرينيين، الوقت المريني إلى عهد القرصنة، ثم منذ حكم الرشيد بن علي الشريف إلى اليوم.
متحف باب الخميس
المكتبات
مكتبة الزعري
من أقدم المكتبات العربية بسلا، أسست في العقد الثاني للقرن العشرين، كانت توجد بحي القشاشين.
أصبح اقتصاد المدينة في وضع جيد بعدما تم بناء المركز الاقتصادي الكبير تيكنوبوليس الذي أصبح له أهمية كبيرة وقام بهز الاقتصاد ليس لمدينة سلا فقط بل للمدن المجاورة أيضا مثل الرباطوتمارةوالصخيراتوسلا الجديدة، ولهذا المراكز وظائف كثيرة ومتعددة التي تخول للطلاب حاملي الشهادات فرصة عمل.
القطاع البيئي
مدينة سلا هي « أول مدينة مغربية، متوسطية، إفريقية وعربية » توقع على معاهدة رؤساء البلديات [58][59]، وهو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، هدفها الرئيسي هو المساهمة في الطاقة المستدامة. في إطار مشروع SURE، استضافت مدينة سلا في العاشر والحادي عشر من شتنبر سنة 2012 أيام الطاقة تحت موضوع: « العمل معا لجعل مدينة سلا، مدينة خضراء » [60] وكان المضيف للمؤتمر الدولي للطاقة في 12 و13 شتنبر 2012 حول موضوع « الطاقات المتجددة في خدمة التنمية الحضرية المستدامة : تجربة مدينة سلا ».[59][61]
القطاع الفلاحي
يلعب قطاع الفلاحة في الاقتصاد الجهوي دورا جوهريا، نظرا لتنوع الأنشطة الاقتصادية الممارسة، ولفعالية الدوائر السقوية، التي تمتد على مساحات شاسعة، حيث يبلغ عدد المساحة الصالحة للزراعة بجهة الرباط سلا زمور زعير بحوالي 443 ألف هكتارا.
كانت مدينة سـلا تكتفي بالمنتوج الفلاحي المحلي إذ كان يوجد بمحاذاة المدينة ما يعرف بالسواني التي كانت تزود سلا بما تحتاجه من خضر وفواكه ولحوم وألبان، لكن في عصرنا الحالي تحولت جل السواني إلى أحياء سكنية محافظة على أسماء العائلات السلاوية العريقة نجد منها : سانية بن خضراء، سانية الصابونجي، سانية الشرقاوي، سانية زنيبر، سانية عواد، سانية بوعلو، سانية بوشعراء، سانية المالقي، سانية الزواوي، سانية المعضاضي وغيرها....
القطاع الصناعي
بلغت صادرات قطاع الصناعة التقليدية بسلا قيمة 41.485.614,31 درهم خلال سنة 2006 ممثلة بذلك أكثر من نسبة 70% من مجموع صادرات جهة الرباط سلا زمور زعير، ويشغل عددا كبيرا من اليد العاملة تقدر ب 47 ألف صانع وصانعة (40 % بقطاع النسيج – 25 % بقطاع المعمار – 35 % بقطاع الخدمات)، كما هذا القطاع يساهم في التنمية المحلية، وجلب العملة الصعبة، والتنشيط السياحي للمدينة.[62]
قطاعات أخرى
تم إنشاء حديقة الملاهي ماجيك بارك أبي رقراق في عام 2002 على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق من طرف شركة اكتشافات وترفيه التابعة لهولدينغ إبراهيم زنيبر بمبلغ 120 مليون درهم.
السياحة
بفضل معالمها التاريخية والتراث الثقافي، تجتذب مدينة سلا الكثير من السياح الذين يقضون إقامتهم في رياضات أو فنادق، يوجد بالمدينة العشرات من الاقامات يديرها مغاربة أو أجانب.[63]
وفقا لتعداد وطني لعام 2004، فإن عدد المقيمين الدائمين الأجانب لمدينة سلا هو 8147. من المهم أن نميز السياح من المقيمين الأجانب لأن السياح يأتون لقضاء عطلهم فقط.
الصحة
يوجد بمدينة سلا العديد من المستشفيات العامة والتخصصية، ومن أمثلة تلك المستشفيات:
تعتبر وسائل النقل والمواصلات في المدينة جد متنوعة، فهي تضم مواصلات أرضية وجوية.
كان يوجد نقل نهري على أبو رقراق بٱستعمال القوارب أو الفلوكة كما يطلق عليه السلاويون من أجل نقل المركبات والأشخاص خلال أربعين عاماً. لقد تمت إزالة هذا النوع من النقل منذ عام 2006 لتسهيل أشغال تهيئة ضفة وادي أبي رقراق.
في عام 1957، تم تدشين قنطرة مولاي الحسن، القنطرة الأولى للربط بين الرباط وسلا. حاليا، هناك أربعة جسور بين المدينتين، بما في ذلك جسر للسكة حديدية، ومشروع تهيئة وادي أبي رقراق يعزم بناء قناطر أخرى.[70]
تظم المدينة أيضا مطارا دوليا، يقع على بعد 5 كم شمال شرق مركز المدينة، والمحطة الطرقية الحالية مجهزة بسعة 3.5 مليون مسافر في السنة.[71]
النقل البري هو الرئيسي. المدينة مزودة بطريق سريع على بعد 30 كيلومترا تربط المدينة بالقنيطرة، فضلا عن طريق سيار بطول 24 كم، تربط طنجةوالرباط.
إذا كنت بالعاصمة الرباط فتستطيع الوصول لمدينة سلا عبر القطار في 5 دقائق بعشرة دراهم فقط أو ترامواي الرباط - سلا بستة دراهم
أو عبر السيارة أو طاكسي الكبيرة مرورا بالقنطرة مولاي الحسن هو الجسر الرابط بين المدينتين ويشهد يوميا مرور 350 ألف مواطن.
و أما صناعة الحصر فهي الآن خاصة بسلا في الإتقان والجودة وحسن المنظر وعجيب الرقم، ولا زالت هذه الصنعة لها روجان في سائر بلاد الغرب وأمصاره وتحمل حتى إلى بلاد الإفرنج.[73]
صناعة الفخار
و أما صناعة الفخار فلا زالت من أعظم الحرف بالعدوتين، إلا أنها نقلت جميع معاملها للرباط، ولم يبقى من دور الفخار إلا داران فقط. ويحمل من الفخار المزدج إلى مراكشوفاسومكناس وسائر بلاد المغرب ما يشذ عن الحصر. وكاد هذا النوع المزدج أن يكون خاصا بعدوتي سلا والرباط.[74]
الدباغة
و أما الدباغة فكانت من أعظم الحرف بسلا. وإتقان هذه الحرفة في الدبغ وصبغ الجلود وتلوينها وكيفية خرزها نعالا وغير ذلك كان في القديم خاصا بالعدوتين. ثم شاركهما غيرهما من بلاد المغرب كفاسوتطوانومراكش، فضعف حالهما في ذلك. وكان يحسب ما يحمل من سلا للبلاد الأجنبية كمصروالإسكندرية وغيرهما مقدار ما يحمل من سائر بلاد المغرب وأمصاره. ودوام حال محال. وما زال لهذه الحرفة وما يصنع منها روجان في بعض فصول السنة، فيتجر بمصنوعها في البوادي المجاورة، بمدبوغها بفاسومراكش.[75]
فن الزليج
هو أمر شائع جدا في النمط المعماري لسلا. ملون جدا ومزخرف، ويحظى بشعبية كبيرة منذ المرينيون وعرف لحظة مجده بعد طرد الموريسكيين من إسبانيا الذين جلبوا خبراتهم ليس فقط في سلا ولكن أيضا في الرباطوفاس.
يعتبر قطاع الزرابي إحدى الفنون التقليدية التي تزخر بها مدينة سلا، أهلته مكانته لأن يحتل الصدارة في هرم الحرف التقليدية بهذه المدينة العريقة، ويتنوع إنتاج الزرابي بمدينة سلا بين الحنبل الذي يعتبر من أقدم صناعات النسيج بسلا [76]، ثم الزربية التي تحمل اسم الرباطية، وتأتي في المقدمة حيث تليها الزرابي البربرية أو زرابي الأطلس المتوسط ثم الزرابي العصرية التي اختصت بإنتاجها بعض الوحدات الإنتاجية.
فن الطبخ يحتل مكانا بارزا في التقاليد السلاوية. وأدخلت عدة أطباق من طردوا من إسبانياكالبسطيلة، طبق أندلسي الأصل، وهي تتألف من المعجنات الرقيقة محشوة بالحمام واللوز، هو طبق حلو ـ مالح مغربي. كما في كل مكان في المغرب هو الكسكس الشهير، مصحوب أحيانا بالبصل « تفايا » والزبيبواللوز الأبيض المزين. خلال شهر رمضانالكسكس يعرف باسم « سبع خضاري » (ذو سبع خضر) كما زينت تقليديا بسبعة أنواع مختلفة من الخضار وأكثر من ذلك. خلال الشهر نفسه، الزميتة (كعكة حلوى ذو مظهر شوكولاتي، في بعض الأحيان تعد بالأعشاب الطبيعية) وتحظى بشعبية كبيرة، ناهيك عن السفوف الذي يؤكل مع كوب من الحليب الطازج. دائما في الحلو هناك لقلي أو الشباكية (حلويات مقلية في الزيت والمغلفة بالعسل) وهناك أيضا البغرير (فطائر صغيرة تقدم مع الزبدة المذابة والعسل) والتي توجد في جل الموائد بعيد الفطر المبارك. كل هذه الأطباق لا تؤكل إلا مع كوب من الشاي بالنعناع على النحو المطلوب في العرف. بالأطباق المالحة، هناك المقيلة (خروف مطبوخ مع الكزبرة المجففة والدهون) لا تزال تحظى بشعبية كبيرة. وطاجين الدجاج مع الليمون والزيتون هي أيضا وجبة لذيذة جدا.[77]
اللهجة العربية السلاوية هي لهجة محلية مستعملة في سلا لا يزال يتحدث بها العديد من العائلات السلاوية القديمة. فهي لهجة قريبة من اللهجة « الرباطية » و« الفاسية » أو « التطوانية » نجد فيها تحولات خاصة بالعربية الأندلسية. في الواقع الهجرات المتتالية التي شهدتها المدينة وثقافتها تركت بصمة على اللغة العربية بالمدينة.
قد أثر وصول بعض الأندلسيين المسلمين وأيضا بعد طرد الموريسكيين من إسبانيا إلى سلا إلى حد كبير لغة الكلام في ذلك الحين، بذلك نجد بعض الكلمات مأخودة من الإسبانية أو التركية. للتحولات المترتبة عن العربية الأندلسية بعض الخصوصيات، فهي تميل إلى تأنيث أو تصغير الكلمات نجد كمثال : « شجيرة » تصغير « شـجرة »، « تـفيفحة » تصغير « تـفاحـة ». تَشكَّل هذا الكلام مع مرور الوقت حتى خلق لهجة خاصة بالمدينة نسمعها اليوم دائما في لغة العائلات ذات الأصول السلاوية.
كان أهل سلا يحتفلون بليلة السابع والعشرون من رمضان في كل عام، حيث كانت تأتيها الوفود من جميع أنحاء بلاد المغرب لتشاركها هذا الاحتفال. فكانت الخيام تنتشر حول المساجد وتزدان الأسواق والمتاجر، وترفع المغارم، ويقوم أهل الخير بإقامة الولائم الكبيرة حيث كانت توزع اللحوم والسمن والحلوى، كما كان يحضرها المغنون والمنشدون ويشهدها الجميع.[80]
ظاهرة العداوة بين الرباطيين والسلاويين
ويرجع الباحث جمال بامي ظاهرة العداوة بين الرباطيين والسلاويين إلى عام 1407 م، وهي السنة التي وقع فيها طرد الموريسكيين من إسبانيا، الذين استقبلتهم أرض سلا العتيقة. ولما استقر هؤلاء بالمدينة، قام الفقهاء السلاويون المتشددون يعبرون عن امتعاضهم واستيائهم من هذا الوافد الجديد، بسلوكياته المخالفة للمألوف من الروح الإسلامية كما تعارف عليها أهل سلا.[81]
وأمام هذا التبرم الشعبي من وجودهم، والذي عبر عن نفسه بأشكال كثيرة من المضايقات اليومية، ارتحل هؤلاء المورسكيون إلى أحياء معزولة في مدينة الرباط، ولحقتهم سخرية أهل سلا، حيث كانوا يسمونهم « مسلمي الرباط »، في حين كان يقول أهل الرباط عن السلاويين «أهل سلا أهل بلا»، (من البلاء).[81]
وانتقلت هذه المناوشات من المجال اليومي إلى المجال الأدبي والشعري والأدب الشفهي، ما جعل العداوة تنقلب في كثير من الأحيان إلى نزاعات وحساسات لا فكاك منها. إذ يقول المثل الشعبي المتداول آنذاك معبرا عن هذه الحالة: «لو صار النهر (أبي رقراق) حليبا، والرمل زبيبا، ما صار السلاوي للرباطي حبيبا». ويقول شاعر رباطي قادحا في أهل سلا: «أهل سلا أهل بلا، مناقيرهم من حديد، يؤذون الناس من بعيد»، ويرد عليه شاعر سلاوي متفاخرا بمدينته، ومستفيدا من اللعبة اللفظية :
أرى النفس تزهو في سلا من سلوها
ويعلوها في الرباط ضرب من القنط
ويؤيد هذا التفاخر السلاوي شاعر معاصر هو أحمد بن عباس القباج، إذ يقول مستثمرا دلالة طبيعية خلقية، وهي كف اليد بأصابعها الخمسة، التي تشبه في هيئتها كلمة سلا، فيقول:[81]
لو لم تكن خير البلاد بأرضنا
لم يرسم الله اسمها في كفنا
ويكشف هذا البيت الحديث عن أن الحساسية المتوارثة بين المدينتين ظلت ترسباتها مستمرة حتى وقت قريب [81]..
يبلغ عدد مدارس التعليم الابتدائي 156 مدرسة، يلجها 83470 تلميذ (48.2% منهم إناث).[82]
ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: المدرسة المحمدية، مدرسة العلامة أحمد بن عبد النبي، مدرسة العياشي، مدرسة مولاي المكي العلوي الشهيرة بمدرسة السور.
التعليم الثانوي الإعدادي
تُظهر إحصاءات العام الدراسي 2011 - 2012 أن عدد مدارس المرحلة الإعدادية تبلغ 50 مدرسة، تضم تلك المدارس إجمالياً 47205 تلميذ (47.8% منها إناث). ويعمل بها 1645 أستاذ وأستاذة و454 إطار إداري.[82]
ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: إعدادية حمزة بن عبد المطلب، إعدادية عبد العزيز بنشقرون، إعدادية الكتبية، إعدادية الأميرة للا حسناء.
التعليم الثانوي التأهيلي
تشير إحصاءات العام الدراسي 2008 - 2009 بالنسبة أن عدد مدارس التعليم الثانوي تبلغ 33 مدرسة، يدرس بها 33250 تلميذ. ويعمل بها 1522 أستاذة وأستاذ و1622 إطار إداري.[82]
ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: ثانوية الفقيه أبوبكر التطواني المعروفة بثانوية البلاطو، ثانوية صلاح الدين الأيوبي، ثانوية الصبيحي، ثانوية الفقيه المريني.
التعليم العالي :
يبلغ عدد مدارس التعليم العالي 5 مدارس، ومن أمثلة مدارس هذه المرحلة: كلية العلوم القانونية الاقتصادية والاجتماعية - سلا التابعة لجامعة محمد الخامس السويسي[83]، المدرسة العليا للتكنولوجيا [84]، معهد التكنولوجيا الفندقية والسياحية [85]، المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين [86]، الجامعة الدولية للرباط.[87]
الرياضة
كرة القدم
وصول الرياضة في المدينة يتزامن مع وصول الفرنسيين في المغرب.حيث أن الفرنسيين هم من ساعد المغاربة على ٱكتشاف مختلف الرياضات الملعوبة في فرنساوأوروبا. بالنسبة لكرة القدم، فابتداء من عام 1913، تم إنشاء عدة أندية من قبل الجنود الفرنسيين في المدن الرئيسية في المغرب من بينها الاتحاد الرياضي الرباط- سلا.[88]
في سنة 1927-1928 عرف تأسيس مجموعة من الجمعيات الرياضية اقتداء بالنادي الإسلامي المعروف حاليا بالجمعية الرياضية السلاوية، فكانت ساحة مقبرة سيدي أحمد بنعاشر، ساحة باب سبتة، ساحة الجردة، الصف، فضاء باب لمريسة، الملاعب التي يبرز فيها الشباب السلاوي مؤهلاته التقنية والرياضية.[88]
ويمكن اعتبار موسم 1932-1933 موسم ميلاد مجموعة من الفرق الصغيرة كالنادي الرياضي السلاوي، النجاح الرياضي السلاوي، النجم السلاوي، الاتحاد الرياضي السلاوي، الحسنية السلاوية التي تنشط في مجال كرة القدم والتي سيتم دمجها في فريق واحد قوي قادر على اللعب في النخبة، إنها الجمعية الرياضية السلاوية.[88]
بالنسبة لكرة السلة، فالجمعية الرياضية السلاوية لديها سِجِل غني بالبطولات، بعد أن فازت ببطولتين محليتين وخمسة كؤوس للعرش. كما أن « قراصنة سلا » مثلوا المغرب خلال نهائيات كأس أبطال العرب من خلال الوصول إلى المركز الثاني وكأس دوري أبطال أفريقيا حيث أنهم احتلوا المركز الثالث.
تعتبر الآن رياضة كرة السلة الأكثر شهرة عكس كرة القدم. فيما يتعلق بالمسابقات السنوية، تنظم سلا منذ عام 2008، البطولة الدولية التي تشمل عدة فرق من جميع أنحاء العالم، فازت بها الجمعية الرياضية السلاوية مرتين.
رياضات أخرى
تمارس أيضا العديد من الرياضات الأخرى في مدينة سلا نجد منها كرة اليد التي لديها فريق في دوري الدرجة الأولى وهو جزء من الجمعية الرياضية السلاوية.
مهرجان قراصنة يقام كل عامين في مدينة سلا منذ سنة 2006، من تنظيم الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية حرجة وجمعية قراصنة.[92]
مهرجان رمضان لمريسة، أقيمت دورته الأولى سنة 2007 من طرف مقاطعة سلا باب لمريسة وجمعية النهضة للنهضة الفنية والثقافية، ويهدف المهرجان إلى إبراز ما تزخر به المدينة من التراث الصوفي.[93]
مهرجان سلا لفيلم التلميذ، أقيمت دورته الأولى سنة 2012 وكرم الممثل العالمي ميشيل قيسي.[96]
مهرجان الطفل العربي، أقيمت دورته الأولى سنة 2013 تحت شعار « الطفل العربي... آلام وأمال » وكان فيها أطفال لاجئين سوريين ضيوف شرف المهرجان.[97]
مهرجان مقامات الإمتاع والمؤانسة، يقام كل سنة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومن تنظيم جمعية أبي رقراق، هذا المهرجان مختص في الفنون الأصيلة بمشاركات مغاربية.[98][99]
المهرجان الدولي لفلكلور الطفل، منظمة من طرف جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم وكان فيها أطفال البلدان الآسيوية ضيوف شرف الدورة السـادسة.[100][101]
^اللطيف، هو الاسم الحادي والثلاثون من أسماء الله الحسنى، هو البر الرفيق بعباده، يرزق وييسر ويحسن إليهم، ويرفق بهم ويتفضل عليهم. يوم 27 يونيو 1930 خلال صلاة الجمعة، لم يقرأ إمام المسجد الأعظم الحاج علي عواد الفاتحة، ولكن بدأ يقرأ « اللطيف » (وهي مستخدمة لطلب الإنقاذ والحماية من الله عز وجل)، ثم بدأ جميع المؤمنين يرددونها معه.
مراجع
مراجع عربيّة
محمد بن علي الدكالي، الإتحاف الوجيز « تاريخ العدوتين »، الخزانة العلمية الصبيحية بسلا، 1986 - 248 صفحة