والمكاك البربري هو مكاك بدون ذيل يوجد في جبال أطلس في الجزائروالمغرب وبأعداد صغيرة في جبل طارق، المكاك البربري هي واحدة من أفضل الأنواع المعروفة لقرد العالم القديم. وهم القرود الوحيدون الذين يعيشون بحرية في أوروبا. ورغم أن هذه الأنواع هي التي يشار إليها عادة بوصفها «القرد البربري»، البربري المكاك هو سعدان حقيقي، وليس قرد. الارتباك في الاسم يمكن أن تنشأ من حقيقة أن القردة بدون ذيل، كما هو المكاك البربري.
التسمية
يسمى المكاك البربري نسبة إلى منطقة عيشه في شمال إفريقيا والتي يسكنها الأمازيغ الملقبين بالبربر، ويسمي الأمازيغ هذا القرد بالأمازيغية زعطوط أو زعضوض.
المظهر
لون هذا القرد بنّـي مائل للأصفر ويميل لون الجوانب السفلى من وبره للون الرمادي الفاتح ولون وجه وردي غامق، حده الأقصى في النمو هو 75 سم و13 كلغ (29 رطل. الأطراف العلوية لهذا القرد أطول من أطرافه السفلية، وتتميز هذه الفصيلة بافتقادها للذيل كما تتميز بصغر حجم الإناث مقارنة مع الذكور. يستعمل الزعطوط أطرافه الأربعة في الحركة، وأحيانا بنتصب على الاطراف السفلى خصوصا عند إحساسه بالخطر.
البيئة
تقتصر بيئتها على المناطق الصخرية والخضرة الغير صالحة للزراعة. يسكن الزعطوط أو القرد البربري في غابات الارز، والصنوبروالبلوط، حيث يتسلق لارتفاعات من 2,100 م (6,900 قدم) أو أكثر. وهو حيوان نهاري، ويقسم وقته بالتساوي بين الشجر وعلى الأرض. معظمهم من آكلي الاعشاب تتغذى على الاوراق والجذور، والفاكهة، لكنها أيضا تتغدي علي الحشرات، قد تمتد منطقة عيش جماعة واحدة من هذه القردة إلى عدة كيلو مترات مربعة؛ وهي تتعايش سلميا مع الأنواع الأخرى الرئيسيات، وتتقاسم حفر السقاية دون وقوع أي حادث. المكاك البربري يتحرك نحو نشط على جميع اطرافه الاربع، وأحيانا بنتصب على الاطراف السفلى ليكتشف التهديدات.
المكاك البربري هو قرد اجتماعي، مكوننا مجموعات مختلطه من الذكور والإناث؛ المجموعات من 10 إلى 30 فرد أمومية القيادة، رتبتها الوظيفية تحددها النسب إلى الانثى القائدة. خلافا لغيرها من الأنواع، الذكور تشارك في تنشئة الصغار؛ تنفق الكثير من الوقت والاستمالة اللعب معهم. الروابط الاجتماعية قوية هي بين الذكر وابنه، سواء الذكر نفسه والآخرين في تلك المجموعة. هذا قد يكون نتيجة للانتقاء على جزء من الإناث، الذين يبدو أنهم يفضلون الذكور الابويه.
المكاك البربري قرد اجتماعي، يعيش في مجموعات مختلطه من الذكور والإناث؛ تتكون تلك المجموعات من 10 حتى 100 فرد وتعود فيها القيادة حسب مبدأ الأمومة لأكبر أم في المجموعة. وخلافا لغيرها من الأنواع، الذكور تمشارك في تنشئة الصغار وتنفق الكثير من الوقت في اللعب معهم. الروابط الاجتماعية تكون قوية بين الذكر وابنه.
التكاثر
موسم التزاوج يمتد من تشرين الثاني / نوفمبر ولغاية اذار / مارس.. والحمل يمتد من 147 إلى 192 يوما، وعادة طفل واحد يولد لكل انثى؛ التوأم نادرة. القرود تصل إلى سن النضج في العمر 3 إلى 4 سنوات، ويمكن ان يعيش لمدة 20 عاما أو أكثر.
علاقته بالأنسان
يعتبر المكاك البربري الحيوان الوحيد الذي يستطيع الجزائريون مشاهدته بانتظام في الجزائر خاصة بجايةوتيزي وزو فهو يتواجد في كل غاباتها ويلاعب الصغار ويقدمون له الطعام.
في المغرب
يتواجد الزعطوط أو المكاك البربري بكثرة في المغرب خصوصا في غابات الأرز الأطلسي مثل غابة غورو[8] بنواحي إفرانوشلالات أوزود بضواحي أزيلال.
ويعد الزعطوط أو المكاك البربري من أهم نجوم حلقات الترفيه في ساحة «جامع الفنا» في مدينة مراكش، كما في كثير من الأسواق والملاهي الشعبية المغربية، من خدمات قردة الأطلس الفريدة، التي تؤدي حركات بهلوانية، يلتف السياح والمواطنون في حلقة دائرية، مستمتعين بنباهة القرد «زعطوط»، ويؤدي هذا النوع من القردة أدوارا تلقّاها من مدربه بمهارة وإتقان.
في الجزائر
يوجد المكاك البربري بالجزائر في عدة مناطق، ويكثر خاصتا في: بجاية، تيزي وزو، جيجل، مستغانم، عين تموشت، سكيكدة... فهو يتواجد في أغلب غابات الجزائر من الشريط الشمالي للبلاد ويخرج أحيانا إلى الطرقات والمناطق المأهولة بالسكان لطلب الطعام. إلا أن الحكومة الجزائرية إتخدت عدة إجراءات لحماية هذا الحيوان الذي أصبح مهددا، كوضع إشارات في أماكن تواجده بكثرة لمنع إطعام الماغو ومنع امتلاكه لغرض التربية، فبعض الأطعمة التي يقدمها الأشخاص للقردة تؤدي به إلى الوفات بعض الأحيان. كما بادرت الحكومة الجزائرية بإنشاء عدة محميات طبيعية إين تتواجد الأعداد الكبيرة منه مثل الحضيرة الوطنية بتازة (جيجل) وحضيرة جرجرة.
في جبل طارق
القرود الحالية في جبل طارق تم ادخالها عن الطريق البشر من شمال أفريقيا، ويعتقد أنها كانت مستأنسة ثم توحشت. لكنها كانت موجودة خلال عصر البليستوسين في أوروبا (وصلت شمالا حتى ألمانيا وإنجلترا) وسواحل البحر الأبيض المتوسط، وانخفضت بسرعة مع بداية العصر الجليدي وانقراض في شبه جزيرة ايبيريا حوالي 30,000 سنة مضت. وتم توثيق وجودها على الصخرة قبل أن يستولى عليها الإنجليز سنة 1704.
تعنى بها الحكومة البريطانية لدرجة أنها خصصت لها ضابطاً يشرف على إطعامها وصحتها وراحتها والسر في ذلك أن هناك أسطورة بين الأهالي فحواها أن انقراض القرود من جبل طارق بشير بجلاء الإنجليز عنها.
في التراث
هناك مثل مغربي شهير يقول (فلوس اللبن يديهم زعطوط)،
و تحكي الأسطورة أن زعطوط أو المكاك البربري كان يتابع باهتمام لبانا (بائع لبن)قرب نهر وهو يمزج اللبن بالماء بالقدر نفسه حيث كان يملأ نصف الجرة لبنا ً والنصف الآخر بالماء ليبيعه ويجني أرباحا مضاعفة، وهكذا كان فقد باع اللبان كل الجررو جنى أضعاف الربح لكن الزعطوط باغت اللبان وسرق منه النقود التي جناها من عمله، وتوجه صوب النهر وجلس ثم أخد كيس النقود، وفي حركة متوازية كان يضع قطعة نقدية بجانبه ويرمي بالأخرى في الماء.
تحسر البائع على نقوده التي لم يستطع أخذها من القرد وهو يرى جهده في جمع المال يذهب سدىً ولم يجد أنسب طريقة للتعبير عن حسرته سوى بالقول (فلوس الماء يديهم الماء وفلوس اللبن يديهم زعطوط..) بمعنى - نقود الماء يأخذهم الماء ونقود اللبن يأخذهم زعطوط أي قرد المكاك البربري -
لغويا
كلمة زعطوط هي كلمة أمازيغية ولاعلاقة لها بكلمة زعطوط المستعملة في الخليج والمشرق العربي والتي تعني الطفل الصغير الكثير اللهو.
التهديد بالانقراض
تعرف أعداد الزعطوط البري من قرود المكاك البربري انخفاضا كبيرا في السنوات الأخيرة إلى درجة أن أعلن في عام 2009 من الفصائل المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي، وتمثل قردة جبال الأطلس المتوسط ثلاثة أرباع القردة البربرية في العالم. ويعد انخفاض أعدادها إلى العزل المتزايد الذي تتعرض له نتيجة للزحف العمراني، مماجعلها تصنف عالميا ضمن الأنواع الضعيفة والمهددة بالانقراض.
ومن أسباب تراجع سلالتها نمو تجارة تقوم على بيعها كحيوانات أليفة، ورغم أن هذه التجارة غير قانونية إلا أنها ما زالت قائمة كتجارة سرية ويتم تصديرها حيث تعد إسبانيا هي نقطة الدخول الرئيسية إلى أوروبا.